منهج وخطوات الإستطلاع

إن طبيعة الظواهر التي يستهدفها المركز بالبحث والتقصي قادت القائمين عليه الى إعتماد المنهج الوصفي كمنهج عمل رئيسي، وذلك باستثمار مختلف أساليبه المتعارف عليها؛ حيث يعتبر المنهج الوصفي من أكثر المناهج العلمية ملائمة للبحوث الاستقصائية وخصوصا في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية، فهو الأقدر على الاستجابة لخصوصية موضوعاتها، إذ أن زمنه البنائي ينسجم كثيـرا مع عدم استقرار الظاهرة الإنسانية، فهو يكتفي بتتبع راهنها تتبعا وصفيا مما يتيح له إدراك الظاهرة إدراكا واقعيا بدون المساس بعناصرها الأساسية أو التيهان في أصولها التاريخية.

وعليه فالمنهج الوصفي بهذه الصفة يعبـر عن مجموع الأساليب البحثية التي توفر إمكانية وصف الظاهرة -في راهنها- وصفا كميا و/أو كيفيا، وبدون التدخل في صيرورتها.

وكتفصيل لهذا التعريف يمكن تمييـز هذا المنهج بكونه:

  1. شديد الاعتناء بمعايير الدقة في وصف الظاهرة والتعبّيـر عنها كيفياً بتقييمها وتوضيح خصائصها استنادا للاعتبارات اللغوية، و/أو كمِّياً بإعطائها توصيفا رياضيا من خلال تحويلها إلى أرقام وتنظيمها في جداول توضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى.
  2. شديد الارتباط بحاضر الظاهرة، وهو بذلك يختلف عن المنهج التاريخي الذي يعتني بالماضي وعن المنهج التجريبـي الذي تمتد أغلب تصاميمه نحو مستقبل الظاهرة من خلال اعتماد قياسات بعدية؛ غيـر أنه ورغم تشبثه بالحاضر فإن المنهج الوصفي لا يخلو من أهداف استشرافية تبعا لأهداف العلم ذاتها.
  3. يتعامل مع الظاهرة المدروسة في بيئتها الطبيعية؛ وهنا يشير (جيـروم كيـرك ومارك ميلر ) إلى أن البحث الاجتماعي الجيد هو الذي يهتم بملاحظة الناس في أماكنهم الخاصة والتفاعل معهم بلغتهم وبشروطهم، والتزاماً بهذا فإن المنهج الوصفي يغدو متلائما مع ضرورات وشروط العمل الميداني، حيث يتفاعل الباحثون فيه مع المشاركين في البحث في مواقعهم الطبيعية.
  4. يتجاوز المعنـى القريب لوصف الظاهرة نحو معاني أعمق من قبيل التشـخيص والتحليل والربط والتفسير لعناصر هذه الظاهرة وتصنيفها وقياسها وبيان نوعية العلاقة بين متغيراتها وعواملها واتجاهاتها، وكذا محاولة استخلاص النتائج منها؛ وما إلى ذلك من جوانب تدور حول سبر أغوار المشكلة أو الظاهرة محل الدراسة والتعرف على حقيقتها الماثلة على أرض الواقع، ثم الوصول إلى تعميمات بشأن الموقف أو الظاهرة موضوع الدراسة.
  5. يتسع المنهج الوصفي على عكس -المناهج الأخرى- لمختلف تقنيات وأدوات جمع البيانات من ملاحظة والمقابلة واستبيان وغيرها. فهو باعتنائه براهن الظاهرة واكتفائه بتوصيفها دون التحكم فيها يعطي لمستعمله فرصة استخدام أكثـر من أداة لجمع البيانات، بل ويحتمل توظيف هذه الأدوات مع بعضها البعض.
  6. تختلف أساليب المنهج الوصفي حسب درجة التعامل مع الوحدات المبحوثة، والباحث في ذلك غالبا ما يتعامل مع عينة محدودة من مجتمع البحث بغرض إجراء تقصي امبريقي لطبيعة أو امتدادات الظاهرة، وفي أحيان أخرى يتعامل مع وحدات صغيرة جدا بغرض الغوص في جوهر الظاهرة ودراسة تفاصيلها باعتبارها حالة فريدة من نوعها؛ كما وقد يعمد في دراسات أخرى إلى إجراء مسوح ميدانية لمختلف الوحدات المكونة لمجتمع الدراسة أو على الأقل لأغلب هذه الوحدات، وذلك حتى يتسنى له جمع أكبر عدد ممكن من المعطيات العامة عن الوحدات المكونة لهذه الظاهرة دون الاعتناء بعمقها وجوهرها.

أما بالنسبة للأساليب التي تندرج ضمن المنهج الوصفي فإنها تأخذ التفصيل الآتي:

أولا: أسلوب التقصي الإمبريقي (The empiric Inquiry) وضمن الأسلوب يستخدم مركز مؤشر في عمله أربعة تصاميم بحثية هي كالآتي:

  1. التصميم أحادي المتغيـر
  2. التصميم السببي المقارن
  3. التصميم العلائقي
  4. التصميم الطولي

ثانيا: أسلوب دراسة الحالة (Case Study)

ثالثا: أسلوب الدراسة المسحية (Survey Study)

أما بالنسبة للخطوات المعتمدة في هذا المجال وباستخدام هذا المنهج فهي تتركز في الآتي:

  1. إختيار موضوع الإستطلاع
  2. تحديد الإشكالية
  3. وضع الفروض والتصورات
  4. إعداد أدوات جمع البيانات
  5. تحديد الإطار الزماني والمكاني
  6. تحديد إطار المعاينة
  7. ضبط العينة
  8. جمع البيانات
  9. تحليل وتفسير البيانات
  10. تقديم الاقتراحات والتوصيات
مصدر البيانات في هذا الصفحة:
سعد الحاج بن جخدل (2018) خزانة البحث العلمي؛ الماهية والمنهجية.
زر الذهاب إلى الأعلى