التواصل الوجداني في العلاقات الزوجية: دراسة حول أثره على مستوى السعادة الزوجية

التواصل الوجداني في العلاقات الزوجية: دراسة حول أثره على مستوى السعادة الزوجية

                                     عبد الكريم الحدادي

جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز فاس-المغرب

خديجة وادي

كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ابن طفيل-القنيطرة-المغرب

 

ملخص: تهدف هذه الدراسة الى البحث في الدور الذي يقوم به التواصل الوجداني في إسعاد عينة من الأزواج المغاربة، كما تحاول التركيز على محددات التواصل الوجداني بين الأزواج ومحددات السعادة الزوجية وتمثلاتها على طبيعة التواصل. تكونت العينة من 10 أزواج، أي 20 فردا (10 أزواج و10 زوجات) تراوحت أعمار الأزواج من 29 إلى 70 عامًا بمتوسط 41 (10.6) عامًا، وتراوحت أعمار الزوجات من 22 إلى 60 عامًا، وكان متوسط العمر 32.5 (49.2). من مدينة فاس بالمغرب.

وجدت هذه الدراسة أن هناك وعيًا ضعيفًا بأهمية التواصل الوجداني بين مجموعة من الأزواج المغاربة، يؤدي هذا الوعي الضعيف إلى إهمال التواصل الوجداني وعدم الاهتمام به كما يجب، مما يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية ومدى سعادة الأزواج، كما تختلف محددات السعادة الزوجية بين الجنسين، وفقد تتأثر النساء والرجال بطرق مختلفة من الأحداث والعوامل الحياتية والاجتماعية، مما يؤثر على مدى شعورهم بالسعادة الزوجية. ويمكن للأزواج أن يتفاعلوا بشكل مختلف مع الأحداث والتحديات التي يواجهونها، وهذا يؤثر على مدى سعادتهم الزوجية.

الكلمات المفتاحية: التواصل الوجداني، العلاقة الزوجية، الأثر، المستوى، السعادة الزوجية.

مقدمة:

الزواج هو علاقة إنسانية تجمع بين شخصين، تتميز هذه العلاقة بالالتزام العميق والشديد من الجانبين. ويعتبر الزواج – حسب اتفاق معظم علماء النفس الاجتماعي – واحداً من أكثر العلاقات الإنسانية ثراءً للأزواج والأسرة والمجتمع بشكل عام، حيث يوفر مزايا نفسية واجتماعية وإنسانية على جميع المستويات. يحمل الزواج في العصر الحالي هدفاً ملحاً وضرورياً، وهو تطوير العلاقة الزوجية إلى علاقة حميمية وعاطفية، عن طريق توحيد القوة ضد المؤثرات الخارجية التي قد تؤثر على العلاقة. فالهدف الأساسي من الزواج هو الحفاظ على قدسية هذه العلاقة وأهميتها، حيث يتم توحيد الأزواج كنسق واحد يعطي كل منهما تعريفاً ومفهوماً للآخر، مكونا بذلك نسقاً زواجياً ذا أهمية كبيرة. يهدف هذا النسق الزواجي إلى مساعدة الزوجين على مواجهة تحديات الحياة بشكل مشترك، وتمكينهما من مشاركة السعادة والأحزان معاً.

ويتعلق التواصل الوجداني بالقدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار والاحتياجات بشكل فعال وصادق بين الشريكين في العلاقة الزوجية. وهذا التواصل الوجداني الصحيح يمكن أن يؤدي إلى زيادة الربط العاطفي بين الشريكين، وتعزيز الثقة والتفاهم والاحترام المتبادل بينهما. ويعتبر التواصل الوجداني أساسيًا للحفاظ على السعادة الزوجية، حيث إنه يساعد على تجنب الخلافات والمشاكل العاطفية، ويمكنه مساعدة الشريكين على التغلب على الصعوبات القائمة بشكل أفضل، ويؤدي إلى تحسين التفاعل الجنسي وزيادة الإشباع العاطفي. ومن المهم الإشارة إلى أن التواصل الوجداني يتطلب الصراحة والصدق والاحترام المتبادل بين الشريكين، ويجب أن يتم بشكل دوري ومستمر، ويشمل التعبير عن المشاعر الإيجابية والسلبية، والاستماع الفعال والتفاعل بشكل إيجابي مع الشريك، إذ يمكن أن يساعد الشريكين على التعرف على احتياجات بعضهما البعض وتلبيتها، مما يؤدي إلى تعزيز السعادة والاستقرار في العلاقة الزوجية.

ويعد موضوع التواصل الوجداني وعلاقته بالسعادة الزوجية من الموضوعات الهامة والمثيرة للاهتمام في مجال علم النفس والعلوم الإنسانية. وتتمحور هذه الدراسة حول فهم كيفية تأثير التواصل الوجداني بين الشريكين على العلاقة الزوجية، وكيف يمكن استخدامه لتعزيز السعادة والحميمية والثقة والاستقرار في العلاقة الزوجية. ومن الأسباب التي تجعل هذا الموضوع مهمًا علميًا هو أنه يساعد على فهم ديناميكيات العلاقات الزوجية والعوامل التي تؤثر على سعادة الأزواج. ويمكن لهذا الفهم المتعمق أن يساعد في تطوير أساليب وأدوات تساعد الأزواج في تحسين الاتصال والتواصل بشكل فعال وصحيح. ومن الممكن أيضًا أن يؤدي البحث في هذا الموضوع إلى تطوير برامج وخطط علاجية تهدف إلى تحسين العلاقات الزوجية والوصول إلى سعادة زوجية أكبر.

1مشكلة الدراسة وأسئلتها

يعد الزواج من أبرز المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، ويشكل الأساس الذي تقوم عليه الأسرة داخل المجتمعات الحديثة. وهو بالإضافة إلى ذلك، يشكل ضرورة اجتماعية وبيولوجية في حياة الإنسان، يرتكز على علاقة مقدسة ودائمة بين شخصين مختلفين في تركيباتهما الشخصية وخلفيتهما الاجتماعية والاقتصادية. وتساعد الحياة الزوجية السعيدة الطرفين على تحقيق مجموعة من المتطلبات الزوجية، والتي تعتمد على الأخذ والعطاء والتعاون المتبادل داخل الحياة الزوجية، مع الالتزام بالحقوق والواجبات المتفق عليها. ويعتمد الزواج بالأساس على التفاهم والتعاون والرحمة والاحترام والتقدير المتبادل، ويرتكز على الحب والتفاهم والتواصل الجيد بين الزوجين. ويعتبر التواصل الفعال والمثمر بين الزوجين أساسًا حيويًا في بناء علاقة زوجية ناجحة ومستدامة. ومع ذلك، يعاني الكثير من الأزواج من مشكلات في التواصل، والتي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تدهور العلاقة وحتى انهيارها. لذا، فإن البحث في مشكلة التواصل بين الزوجين يعتبر أمرًا ضروريًا لفهم تأثيرها والعمل على حلها.

يتناول هذا الموضوع قضية نفسية اجتماعية تشغل الفرد والأسرة والمجتمع، ويهدف إلى توفير معلومات وتحليلات نظرية وعملية تساعد على زيادة الوعي بهذه القضية المهمة لتعزيز التماسك الأسري والاستقرار. يأتي هذا في ظل تزايد مستويات التفكك الأسري في المجتمع المغربي، حيث يشهد عدد كبير من الأسر انفصالات يومية تصل إلى أرقام مخيفة، وهذا يتطلب بحثاً جاداً ومحاولات لإيجاد تفسيرات وحلول لهذه المشكلة. يسعى هذا الموضوع إلى إبراز مظاهر التفكك الأسري والبحث فيها، وتسليط الضوء على هذه المشكلة أمام المجتمع العلمي والمدني، وإعادة التوعية بأهمية التضامن الأسري وتحقيق السعادة والصحة النفسية.

وتكمن الأهمية النظرية والتطبيقية لهذه الدراسة، فـي أهميـة الحياة الزوجية باعتبارهـا ضرب من ضروب العلاقات الإنسانية والاجتماعية الوطيدة، وكونها أساس المجتمع وبناءه، والعامل المؤثر في بناء الأجيال وتنشئتهم، بل هي من أشد العلاقات ترابطا وتلاحما للفرد والأسرة والمجتمع، وباعتبارها أقوى رباط معنوي مادي بين الطرفين يقوم على مبادئ وشروط تؤدي لتقوية هذه العلاقة ليحقق الزوجين في النهاية حياة السعادة والاستقرار والسكينة. وفضــلا عــن ذلـــك فإننــا نــراهن علــى أن نتــائج هــذا البحـــث سيسـتفيد منهــا المهتمـون بمجال الأسرة ومؤسسة الأسرة، وذلك من خلال التعرف على الصورة الواقعية لدور التواصل الوجداني في تحقيق السعادة الزوجية من عدمها، بالتـالي وضـع البـرامج الملائمة للتدخل من أجل ضمان الاستقرار الأسري. كما نأمل مـن هـذه الدراسة تـوفير معطيـات ونتـائج يمكـن اسـتثمارها فـي التخطـيط لدراسـات مسـتقبلية سـتفيد فـي إثـراء الموضـوع مــن جوانبــه المختلفــة، حيــث لــم يحظــى -حســب علمنــا- موضــوع التواصل الوجداني فــي علاقته بالشعور بالسعادة داخل إطار العلاقة الزوجية، بالبحـث والتقصـي في وطننا العربي عامة والمغرب خاصة. لـذا فمـن أبــرز أهــدافنا مــن هــذه الدراسة التعــرف علــى دلالــة الفــروق فــي التمكن من امتلاك أساليب التواصل الوجداني العاطفي بين الزوجين، ومدى دوره في عيش حياة سعيدة لـدى عينة من الأزواج يتم اختيارهم بناء على مجموعة من المتغيرات، بمعنـى محاولـة الكشـف عـن مظـاهر العلاقـة القائمـة بـين هــذين البعـدين اللـذين يشـكلان بالتتـابع المتغيـر المسـتقل (التواصل الوجداني) والمتغيـر التـابع (السعادة الزوجية) لإشكاليه هذه الدراسة.

2.1. أسئلة البحث

-ما هي محددات التواصل الوجداني عند المغربي؟

-هل هناك وعي بأهمية التواصل عموما والتواصل الوجداني بصفة خاصة؟

-ما هي محددات السعادة عند الزوج والزوجة؟

-هل تؤثر تمثلاتهما للسعادة على طبيعة تواصلهما، ثم هل يؤثر تواصلهما الوجداني على سعادتهما؟

3.1. أهداف الدراسة:

-الكشف عن الدور الذي يلعبه التواصل بين الزوجين وعلاقته بسعادتهما.

-الكشف عن محددات التواصل الوجداني لدى الأزواج المغاربة.

-الكشف عن محددات السعادة الزوجية لدى المغاربة.

4.1. فرضيات الدراسة

يتضمن البحث الحالي ثلاث فرضيات

-نفترض أن التواصل الجيد بين الزوجين يؤدي إلى زيادة الرضا والسعادة الزوجية.

-نفترض أن الأزواج الذين يتواصلون بشكل واضح وصريح حول مشاعرهم يكونون أكثر قدرة على بناء علاقة وثيقة ومتينة.

-نفترض أن الأزواج الذين يتواصلون بشكل واضح وصريح حول مشاعرهم يكونون أكثر قدرة على بناء علاقة وثيقة ومتينة.

 

 

5.1. أهمية الدراسة

1.5.1. الأهمية النظرية

تعد دراسة التواصل الوجداني وعلاقته بالشعور بالسعادة داخل العلاقة الزوجية من الموضوعات الحديثة التي تم تطويرها في علم النفس، ويمكن القول إن الأهمية النظرية لهذا الموضوع تتمثل في إضافة فهم عميق للعلاقات الزوجية وتأثيراتها النفسية والاجتماعية، حيث يعد الحفاظ على العلاقات الحميمية الصحية والسعيدة أمرًا حيويًا لصحة الفرد النفسية والعاطفية والاجتماعية. كما تؤثر العوامل السوسيوديموغرافية مثل عدد الأطفال والدين والثقافة والتعليم والدخل، على مستوى التواصل الوجداني والشعور بالسعادة داخل العلاقة الزوجية.

2.5.1. الأهمية التطبيقية

يمكن أن يساعد البحث في تحسين حياة الأزواج والعلاقات الزوجية عن طريق تطوير برامج إرشادية تستند إلى النتائج التي يتم الوصول إليها في البحث، ويمكن لهذه البرامج تقديم نصائح وإرشادات لتحسين المهارات اللازمة لبناء علاقة زوجية صحية وسعيدة، بما في ذلك مهارات التواصل الفعال والاستماع وحل المشكلات والتفاهم والتعبير عن العواطف والاحترام المتبادل وغيره، ومن خلال تنفيذ هذه البرامج، يمكن للأزواج الحصول على الدعم اللازم لتحسين علاقتهما الزوجية والتغلب على التحديات التي يواجهونها، وبالتالي الحفاظ على علاقة زوجية قوية ومستقرة.

6.1. صعوبات البحث

هناك العديد من الصعوبات، ومن بين هذه الصعوبات نجد:

-صعوبة الوصول إلى المشاركين: صعوبة في العثور على عينة مناسبة من الأزواج الذين يرغبون في المشاركة في الدراسة.

-صعوبة في جمع البيانات المطلوبة، وذلك يمكن أن يرجع إلى عدة عوامل مثل عدم توافر الوقت للمشاركة أو عدم الرغبة في الإجابة عن الأسئلة الشخصية.

-التأثيرات الخارجية: يمكن أن يؤثر عدة عوامل خارجية على النتائج، مثل الثقافة والدين والتقاليد والعادات والتوافق النفسي والجسدي.

-التحديات التقنية: صعوبات في استخدام التقنيات المناسبة لجمع البيانات وتحليلها، وذلك يتطلب وجود مهارات تقنية متقدمة وأساليب حديثة لجمع وتحليل البيانات.

-العينة الممثلة: يجب أن تكون العينة المختارة تمثل السكان الذين يهدف إليهم البحث، ويجب أن تكون كافية لتحقيق نتائج دقيقة وملائمة.

-صعوبة تطبيق النتائج: صعوبة في تطبيق نتائج الدراسة على الواقع العملي، وذلك يحتاج إلى مزيد من الدراسات والبحوث لتأكيد صحة النتائج وتحديد الخطوات المطلوبة لتحسين السعادة الزوجية.

7.1. المصطلحات الأساسية للبحث

1.7.1. التواصل الوجداني        

التواصل الوجداني هو التأثير الإيجابي والقوي في الآخرين عن طريق إدراك انفعالاتهم ومشاعرهم ومعرفة متى تتبعهم وتساندهم وتتصرف معهم بطريقة لائقة. (فاروق، ورزق،2001)، وهو اكتساب الميول والاتجاهات والقيم وتقدير جهود الآخرين، وذلك من خلال تفاعل الفرد مع الخبرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويؤثر السلوك اللفظي وغير اللفظي على المتلقي تأثيرات وجدانية تكون لها انعكاسات ايجابية مثل التعاون والتماثل والاندماج، وانعكاسات سلبية مثل التعارض والصراع والتنافس. (حمداوي، 2006)، والتواصل الوجداني بين الزوجين هو تعبير عفوي حر عن المشاعر المعاشة، بأساليب التواصل اللفظية وغير اللفظية، وتعبير يعزز التفاعل الإيجابي الذي يؤدي الى تبادل سلوكيات واستجابات إيجابية، تدعم الحب والثقة والانفتاح على الآخر وتبادل الصدق بينهما. (ناصر، 2009)، والوجدان هو هو مصطلح من مصطلحات علم النفس، غالبا ما يعني أو يشير إلى المشاعر التي قد تكون قوية (العاطفة)، أو متوسطة (مزاج). (Batson, et al. 1992)

2.7.1. السعادة الزوجية

تظل السعادة مطلب الإنسان وغاية الغايات. (seligman, 2002)، ويمكن فهمها بوصفها انعكاسا لدرجة الرضا عن الحياة، أو بوصفها انعكاسا لمعدلات تكرار حدوث الانفعالات السارة، وشدة هذه الانفعالات. (أبو اسعد، 2008)، وهي درجة التواصل الفكري والوجداني والعاطفي والجنسي بين الزوجين بما يحقق لهما اتخاذ أساليب توافقية سوية تساعدهما في تخطي ما يعترضهما في حياتهما الزوجية من عقبات وتحقيق أقصى قدر معقول من السعادة والرضا. (خليل، 1990).

8.1. أدوات البحث

تم اعتماد تقنية دراسة الحالة، وقد تطلب الأمر من جلسة الى جلستين حسب تجاوب الزوجين، في بعض الأحيان تمر الجلسات في أجواء جيدة، وفي أحيان أخرى وجب التدخل لتصحيح مسارها وفك الخلاف.

 .9.1الدراسات السابقة

يؤكد العديد من الخبراء في علم النفس أن جودة التواصل الوجداني بين الشريكين تعد من أهم العوامل التي تؤثر على السعادة الزوجية، حيث تساعد على تعزيز الثقة والاحترام والتفاهم بينهما، في هذا الصدد هناك العديد من الدراسات العلمية التي أجريت حول تأثير التواصل الوجداني على السعادة الزوجية نذكر منها، دراسة (ford, et collins. 2017)، وأظهرت أن التواصل الوجداني الإيجابي بين الشريكين يرتبط بمستويات أعلى من السعادة الزوجية. واستندت الدراسة على عينة من 325 زوجًا وزوجة في الولايات المتحدة الأمريكية، دراسة (bisson, et wang. 2021)، وقد أظهرت أن الزوجين الذين يتبادلون التواصل الوجداني بشكل منتظم يشعرون بمستويات أعلى من الرضا عن الحياة الزوجية وأعلى مستويات السعادة. واستندت الدراسة على عينة من 181 زوجًا وزوجة في كندا. ثم دراسة (ogolsky, et all. 2016)، التي أظهرت أن التواصل الوجداني الإيجابي بين الزوجين يحسن مستويات السعادة الزوجية ويقلل من احتمالية حدوث الخلافات الزوجية. واستندت الدراسة على عينة من 100 زوجًا في المملكة المتحدة، ودراسة (kim, et jang. 2019)، التي أظهرت أن التواصل الوجداني الإيجابي بين الشريكين يساهم في تحسين جودة الحياة الزوجية والرضا الزوجي. واستندت الدراسة على عينة من 262 زوجًا في كوريا الجنوبية، وقد أظهرت دراسة أخرى أن التواصل الوجداني يمكن أن يحسن رضا الزوجين عن العلاقة، حيث أن الأزواج الذين يشعرون بالتقارب العاطفي ويتمتعون بالتواصل الوجداني يشعرون بمستويات أعلى من السعادة والرضا الزوجي. (boss, et all. 2014)، فيما دراسة، (lemay, et clark. 2013)، تبين أن التواصل الوجداني يمكن أن يعزز الثقة والالتزام بين الأزواج، مما يؤدي بدوره إلى تحسين جودة العلاقة الزوجية والسعادة الزوجية. أما دراسة (christensen, et all. 2006)، تبين أن الأزواج الذين يشعرون بالتقارب العاطفي والتواصل الوجداني يتمتعون بمستويات أعلى من الرضا الزوجي والسعادة الزوجية، مما يؤدي إلى تحسين جودة العلاقة الزوجية بشكل عام. فيما دراسة (randall, et badernmann. 2017)، تؤكد أن الأزواج الذين يشعرون بالتواصل الوجداني والدعم العاطفي المتبادل يشعرون بمستويات أقل من الاكتئاب والقلق، وبالتالي يتمتعون بجودة حياة زوجية أفضل ومستويات أعلى من السعادة الزوجية.

بشكل عام، يتفق العديد من الباحثين على أن التواصل الوجداني يلعب دورًا حاسمًا في تحسين السعادة الزوجية وجودة الحياة الزوجية. ومن المرجح أن يكون السبب في ذلك هو أن التواصل الوجداني يمكن أن يزيد من الاتصال العاطفي بين الأزواج، ويعزز الثقة والالتزام بينهما، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين جودة العلاقة الزوجية والسعادة الزوجية.

 

 .10.1مجتمع وعينة البحث

تكونت العينة من 10 أزواج، أي 20 فردا (10 أزواج و10 زوجات) تراوحت أعمار الأزواج من 29 إلى 70 عامًا بمتوسط 41 (10.6) عامًا، وتراوحت أعمار الزوجات من 22 إلى 60 عامًا، وكان متوسط العمر 32.5 (49.2). من مدينة فاس بالمغرب.

الشكل (1): يبين توزيع الأزواج

  1. نتائج أسئلة الدراسة ومناقشتها

أ. ما هي محددات التواصل الوجداني عند المغربي؟

يعد التواصل الوجداني أسمى أنواع التواصل وأبلغها على مستوى تبادل الانفعالات والأحاسيس والمشاعر، هذا ما يجعل منه أرقى مستوى من مستويات التواصل الإنساني. وحاجة الإنسان للحب هي إحدى أهم الأشياء، والزواج يشبع هذه الحاجات بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي وتحقيق الذات، ويتعزز كل هذا عند الزوجين من خلال التواصل الوجداني، لأنه يمثل حجر الأساس في أي زواج سعيد طويل ومحب.

ويُعد التواصل الوجداني من الجوانب الهامة في العلاقات الزوجية، إذ يسهم في تعزيز الاحترام والثقة والتفاهم بين الأزواج. ومن المعروف أن التواصل الوجداني يمكن أن يؤثر على الحياة الزوجية بشكل كبير، إذ يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقة بين الزوجين أو إلى تدهورها.

من خلال المقابلات غالبا ما نحس بأن الأزواج لا يولون أهمية كبيرة للتواصل الوجداني في حياتهم الزوجية، لأن العديد منهم يميل الى الاعتقاد بأن تواجد التواصل الوجداني اليومي أو عدمه لا يؤثر على حياتهم، فالتواصل الوجداني يصبح ناجحا بين الزوجين عندما يستطيعان فهم احتياجات بعضهما البعض، ويحاولان بكل قوتهما إشباعها، وفي خضم هذا الأمر يتضح من خلال المقابلات مع أغلب الأزواج أن هذه الأشياء يصبح مسألة التفكير فيها، مسألة ثانوية بالمقارنة مع أشياء لها من القيمة أكثر في نظرهما، لذلك يبذلان جهدا وتفكيرا أكبر لتوفيرها ولو على سعادتهما الفردية، وهذا ما لمسناه في أجوبة أغلب الأزواج الذين تجاوزت مدة زواجهم عن 10 سنوات ولديهم أكثر من طفلين، كما تكثر النزاعات اليومية على أتفه الأشياء، تخلفها في الغالب متطلبات الحياة اليومية الكثيرة، مما تجعلهما يدخلان في نزاعات أكبر، على إثر هذه النزاعات المتكررة يصبح الاحترام مفقودا بينهما ويجعل العلاقة تدخل في جفاف عاطفي وهذا ما يقلص من مساحة تواصلهما الوجداني. في المقابل تؤكد أغلب الدراسات العلمية على أهمية التواصل الجيد بين الزوجين في بناء والحفاظ على العلاقة الزوجية الناجحة. وتظهر هذه الدراسات أيضًا أن جودة التواصل بين الزوجين هي المؤشر الأكثر تأثيراً على مستوى الرضا في العلاقة الزوجية، حيث خلصت دراسة (doss et all. 2013) تم تحليل 35 دراسة سابقة حول التواصل في العلاقات الزوجية، وخلصت الدراسة إلى أن التواصل الفعال بين الشريكين يؤدي إلى تعزيز الثقة والتفاهم وتحسين جودة العلاقة الزوجية. ودراسة (floyd et riforgiate. 2009) حيث أجريت على 276 زوجًا وتم اختبار دور التواصل في العلاقة الزوجية. وأظهرت الدراسة أن التواصل الجيد يؤدي إلى زيادة الرضا عن العلاقة وتقليل الصراعات الزوجية. ثم دراسة (johnson et rofoff. 2002) حيث تم استعراض 30 دراسة سابقة حول التواصل في العلاقات الزوجية. ووجدت الدراسة أن التواصل الجيد يؤدي إلى زيادة الرضا عن العلاقة وتحسين جودة الحياة الزوجية والصحة النفسية للشريكين. ودراسة (amato et previti. 2005)، حيث تم استعراض 31 دراسة سابقة حول التواصل في العلاقات الزوجية. ووجدت الدراسة أن التواصل الجيد يؤدي إلى زيادة الرضا عن العلاقة وتقليل مستويات الانفصال والطلاق بين الأزواج.

كما نلاحظ غياب تام للغة الإيجابية لدى أغلب الأزواج موضوع الدراسة، ونلمس حضور نبرة سلبية تسلطية من الزوج، ونظرة خضوع وتحمل من الزوجة، وهو الأمر الذي يجعل تواصلهما أمرا صعبا، وسعادة زوجية الى حد ما بعيدة المنال، بوجود طرف يأمر وطرف ينفذ الأوامر.

أغلب الأزواج ليس لديهم أسلوب للتعبير عن المشاعر، بحيث يعد التعبير عن المشاعر المختلفة أحد أهم محددات التواصل الوجداني عند الأزواج، فعندما يشعر أحد الزوجين بالحزن أو الغضب أو الخوف، يجب عليه التعبير عن هذه المشاعر للزوج الآخر، وهذا يساعد في تفادي الاحتكاكات والخلافات بين الزوجين وتحسين العلاقة الزوجية، وهذه الخاصية نلاحظ غيابها بشكل شبه تام لدى عدد من الأزواج موضوع الدراسة، خاصة الأزواج الذين مرت على زواجهم سنوات طويلة، وبعض الأزواج الجدد الذين تسللت لحياتهم المشاكل. وتشير العديد من الدراسات إلى أن التعبير عن المشاعر بين الزوجين يعد أمرًا مهمًا للحفاظ على علاقة زوجية سليمة ومستقرة. فعندما يتحدث كل شريك عن مشاعره ويشاركها مع الآخر، فإن ذلك يمكن أن يساعد على تحسين الثقة بينهما وتقوية الروابط العاطفية والرومانسية بينهما، فالتعبير عن المشاعر بين الزوجين يؤدي إلى تحسين العلاقة الزوجية وتقليل النزاعات، سواء كانت المشاعر إيجابية أو سلبية، ومن المهم أن يتم التعبير عنها بطريقة صحيحة وملائمة لتحقيق النتائج المرجوة، وهذا ما توصلت إليه أغلب الدراسات، مثل دراسة (graham, et smith. 2015) حيث تم إجراء مسح على 403 أزواج ووجد أن التعبير العاطفي بين الزوجين يؤدي إلى رضا أكبر عن العلاقة الزوجية وإلى تقليل النزاعات بينهما، ودراسة (gerrero, et afifi. 2010) وجد أن التعبير عن المشاعر الإيجابية يؤدي إلى زيادة القرب العاطفي بين الزوجين وتقليل النزاعات، ودراسة (gable, et reis.2004) حيث تم إجراء مسح على 222 زوجًا ووجد أن التعبير عن المشاعر السلبية يؤدي إلى تحسين العلاقة الزوجية وتقليل النزاعات، عندما يتم التعبير عنها بطريقة ملائمة ومتزنة.

بمقارنة نتائج هذا السؤال بنتائج بعض الدراسات يمكن ملاحظة، أن الأزواج المغاربة (موضوع الدراسة) غالبا ما يولون اهتمام أكبر للأمور التي في نظرهم لها أولوية، وتأخذ هذه الأمور حيزا وفيرا من تواصلهم في حياتهم الزوجية على حساب تواصلهم الوجداني، وهذا الأمر يتطلب طاقة وجهدا، ويرجع الاختلاف للظروف المادية والاقتصادية بين بيئة الدراسة الحالية والدراسات التي تنتمي أغلبها الى المجتمعات الامريكية او الغربية. بحيث يمكن للظروف الاقتصادية الصعبة أن تؤثر على العلاقة الزوجية وتؤزمها، فعندما يواجه الأزواج ضغوطًا مالية، قد يتعرضون للتوتر والقلق والضغط النفسي، مما يمكن أن يؤثر على صحتهم العقلية والجسدية وتواصلهم الوجداني بالتالي على علاقتهم الزوجية، وقد يتسبب الضغط المالي في تدني مستوى الراحة المادية والعاطفية في العلاقة، مما يخلق جو من عدم الاستقرار الفكري والراحة.

ب -هل هناك وعي بأهمية التواصل عموما والتواصل الوجداني بصفة خاصة؟

يعد الوعي بأهمية التواصل عاملاً مهماً لتحسين العلاقات الإنسانية بشكل عام، وخاصة العلاقات الزوجية، فالتواصل الجيد هو المفتاح الرئيسي للحفاظ على علاقة صحية ومتينة بين الأزواج، ويساعد على تحقيق التفاهم والاحترام والتعاون بينهما. كما يعد التواصل الوجداني بين الزوجين عاملًا مهمًا في بناء علاقة زوجية قوية وصحية، حيث يتيح للزوجين التعبير عن مشاعرهما بحرية وصدق، وبالتالي يمكنهم تحقيق التفاهم والوعي المتبادل. ويمكن للتواصل الوجداني أن يحسن من الاحترام والتقدير بين الزوجين ويساعد في حل المشاكل والخلافات بينهما بطريقة سلمية وإيجابية، بالتالي، فإن الوعي بأهمية التواصل الوجداني بين الزوجين يساعد في تحسين العلاقة الزوجية، ويمكنهما من تعزيز الثقة والتفاهم والتقارب بينهما، مما يساعد على الحفاظ على العلاقة وتجاوز الصعوبات التي قد تواجهها في العلاقة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن التواصل الوجداني يمكنه أن يؤثر على حالة الصحة النفسية للزوجين، حيث يمكن أن يقلل من القلق والتوتر ويزيد من الشعور بالراحة والاطمئنان.

ويأتي الوعي بأهمية التواصل العاطفي بين الزوجين كمفتاح للسعادة في الحياة الزوجية، وهو أمر يجب أن يكون متوفراً في مراحل مختلفة من الحياة الزوجية. فالتواصل الجيد بين الزوجين يساهم في توطيد العلاقات وتعزيز اتصالهما ببعضهما، كما يزيد من مستوى الأمان والانفتاح والمرونة المتبادلة بينهما. لذا، يجب أن يكون الحوار بين الزوجين فناً دقيقاً يتيح لكل منهما الفرصة للتعبير عن رؤيته وإيجاد الحلول المشتركة التي تساعد على تجاوز الخلافات والحجج اليومية، وهذا يتطلب المرونة والصبر والتفهم من كل من الطرفين. وإذا تمكن الزوجان من الوصول لتواصل عاطفي جيد، فإنه سيساعد على الحفاظ على استقرار حالتهما المزاجية وتقوية قدراتهما النفسية.

ويعتبر التواصل الدائم بين الشريكين اللبنة الأساسية في نجاح الزواج واستمرار الحياة الزوجية، فغالبية الأفراد لا يتمكنوا من تحقيق التواصل كما يجب دون وعيهم بالنتائج السلبية المترتبة على إهمال التواصل، ومدى أهمية التواصل في المحافظة على استمرار الحياة الزوجية.

فغياب التواصل في بعض الأحيان قد يفهم على أنه غياب للاهتمام، وهذا ما يظهر جليا من خلال المقابلات، لأن بعض الأزواج يتجاهلون أحيانا الالتفات إلى حاجة “الاهتمام”، وهي في نظرهم أمور لا ضرورة لها وغير مهمة، وبهذا قد لا يدركون أن انعدامها قد “يدمر” العلاقة الزوجية ويودي بها إلى الجفاف، لأن الاهتمام لا ينفصل عن الحب والود والترابط والتقدير التي تنعكس إيجابيا على أجواء البيت. كما تعبر إحدى الزوجات على أن “الاهتمام عندما يطلِب تذهب قيمته”، وبالرغم من عدم اهتمام زوجها بها في كثير من المواقف التي تنتظر وجوده إلى جانبها، لا تطلب منه ذلك، وتضيف أن “الاهتمام هو مفتاح التواصل الجيد بين الزوجين وغيابه يعني عدم الوضوح وتسلل للشك” فالاهتمام ليس عيبا أو خطأ، ويعتمد ذلك حسب الأسلوب المناسب في التواصل والتحدث مع الشريك، والتواصل يصبح بذلك من الطباع الحميدة التي قد نكتسبها من محيطنا بالطريقة التي نراها مناسبة، فهنالك أشخاصا يكون تواصلهم واضحا،(حسب المقابلات) وهنالك من يوجهه بطريقة غير مباشرة، وهنالك من يفتقد لذلك ولا يوجه تواصله نحو أحد بالطريقة اللائقة، فالحب والود والرحمة التي تبنى عليها العلاقة الزوجية لا تمنع أبدا من أن يطلب أحد الزوجين من الآخر التواصل في حال شعر أحدهما بالتقصير، ولا داعي لخلق حواجز قد تتسبب في النهاية بشرخ العلاقة، فتعتقد المرأة في أغلب الأحيان أنها غير مضطرة لأن تعبر عن حاجتها للاهتمام من زوجها و التواصل معه والأصل أن يشعر بها بمفرده، لذلك قد تقضي حياتها أن تنتظر أن يقدم لها الاهتمام.

في بعض الأحيان يكون الزوج مثقلا بكثير من بالهموم والمشاكل وطبيعة عمله المرهقة، وكذلك الزوجة ما بين البيت والأولاد والعمل، فلا ضير بلفت النظر والتذكير بضرورة الالتفات للطرف الثاني والتواصل معه فالإنسان عندما يحب شخصا يحاول أن يتواصل معه بالوسائل كافة، فواقع الحياة الزوجية والمسؤولية الكبيرة والضغوطات الاقتصادية والالتزامات المادية والاجتماعية التي يتعرض لها الزوجان قد تطغى على بعض التفاصيل التي يحتاجها الزوجان ويفتقدها أحدهما.

معظم الأزواج (موضوع الدراسة) غالبا لا يولون أهمية للتواصل في الزواج ولا يأخذونه على محمل الجد لأن العديد من الأزواج يميلون إلى الاعتقاد بأن التعبير للشريك عن الاحاسيس أو عدم وجوده لا يؤثر عليهم وليس لديه أي دور ولا يؤثر في شيء، الصحيح أن إظهار الحب، وإظهار الثقة، والتصرف بصدق هو الطريق الصحيح لقلب الشريك، فأن تكون قادرا على إيصال مقدار ما تعنيه زوجتك أو زوجك لك، هو المكان الذي ينتقل فيه زواجك من جيد إلى عظيم، وهذا ما لعبر عن افتقاده معظم الأزواج المغاربة.

وتشير العديد من الدراسات إلى أن غياب الاهتمام بين الزوجين يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية. بشكل عام، تشير هذه الدراسات إلى أن الاهتمام المتبادل والتفاعل الإيجابي بين الأزواج يمكن أن يعزز من نوعية العلاقة الزوجية ويحسن من رضا الأزواج عن بعضهم البعض وعن الحياة الزوجية بشكل عام. ومن أهم هذه الدراسات نجد، دراسة (doss et all, 2014) تظهر أن الوعي بالتواصل الوجداني يرتبط بارتفاع مستوى السعادة والاستقرار الزوجي، كما تم التأكيد على أن العلاقات التي يسودها التواصل الوجداني الصحيح تتميز بمزيد من الثقة والاحترام والتفاهم. فيما دراسة (gavriel et ben, 2017) تم التوصل الى أن الوعي بالتواصل الوجداني لدى الأزواج يؤدي إلى تحسين جودة الحياة الزوجية وتقليل مستويات الاكتئاب والقلق لدى الأزواج. أما دراسة (choi et all,2018) فتوصلت الى أن الوعي بالتواصل الوجداني لدى الأزواج يؤدي إلى زيادة مستويات الرضا الزوجي وتحسين جودة العلاقة بشكل عام. وهو ما تؤكده دراسة (doss et all, 2019) بحيث تم التوصل الى أن الوعي بالتواصل الوجداني لدى الأزواج يرتبط بزيادة مستويات الرضا الجنسي والاحتمالية الأقل للطلاق.

جما هي محددات السعادة عند الزوج والزوجة؟

لا شك أن هناك عدة اعتبارات يضعها كل زوج كمحدد وشرط للوصول الى حياة زوجية سعيدة، ومن خلال الحالات (موضوع الدراسة) نجد تنوعا لعدد كبير من هذه المتغيرات سواء على المستوى الشخصي أو البينشخصي، منها ما هو مهم وما هو أكثر أهمية.

من أهم هذه المحددات والتي غالبا ما يتم التأكيد عليها نجد، دخل الفرد، أو دخل الزوج (السبب الرئيسي في مشاكل الزواج بعد الخيانة الزوجية)، الذي يعكس نمط الحياة والمكانة الاجتماعية والاقتصادية، مما يؤدي بالفرد الى ارتفاع أو انخفاض رضاه عن حياته الزوجية، لذا يمكن القول إن شعور الأسرة بالاكتفاء المادي يعزز شعورها بالأمان ويخفف من القلق المعيشي، لأن الكثير من الحاجات الأساسية يتوقف إشباعها على المدخول المادي، خصوصا عندما ينظر الزوجان أو أحدهما إليه على أنه العنصر الأهم في حياته، وأن قيمته أمام الآخرين تتحقق بما ينفق من مال، أو عندما تكون الإمكانيات المالية للأسرة لا تكفي للإيفاء بالمتطلبات الأساسية للأسرة، وتزيد وتيرة المشاكل وحدتها كلما زادت الديون وعبئها على هذه الأسرة، بحيث لا يكفي ما يتبقى من الدخل لتلبية نفقات الأسرة الأساسية، فالقلق الناجم عن الوضع المالي يؤثر على مستوى الراحة النفسية للزوجين والثقة بينهما، لأن الشعور بالضعف وعدم القدرة على تلبية احتياجات العائلة يؤدي إلى الشعور بالإحباط والانعزالية، علاوة على ذلك، يؤدي عدم كفاية الموارد المادية إلى تقليل الوقت الذي يمضيه الشريكان معًا، حيث يضطران إلى العمل بشكل أكبر لتلبية احتياجات الحياة اليومية. هذا ويؤدي إلى شعور الشريكين بالإحباط بسبب عدم قدرتهما على قضاء وقت كافي معًا حسب تعبير مجموعة من الأزواج.

ثم نجد عامل الإشباع والرضى العاطفي، فالشعور بعدم الاشباع الجنسي يمكن أن يؤثر على العلاقة الزوجية بصورة سلبية، لأن عندما يشعر أحد الشريكين بعدم الرضا الجنسي أو الإشباع الجنسي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالإحباط أو الغضب أو الإحساس بعدم الراحة أو القلق، وقد يتسبب هذا في تقليل المودة والتواصل بين الشريكين، مما يؤدي في النهاية إلى تدهور العلاقة الزوجية، بحيث ان العلاقة الحميمية، وخصوصا في بعدها الجسدي الجنسي، لها تأثير قوي على سعادة الزوجين والزوجة تحديدا، لأن هذه العلاقة هي تأكيد مهِم على بقاء النشوة الجنسية والإشباع الليبيدي، نجد أيضا إشارات تناقصية  أولية دالة وواضحة في موضوع الرغبة الجنسية لدى النساء اللواتي لم يمضي على زواجهن أكثر من ثلاث سنوات، مقارنة ب النساء اللواتي مضى على زواجهن أكثر من ثلاث سنوات، بمعنى أن النساء اللواتي مضى على زواجهن أقل من ثلاث سنوات، يشعرن بالعلاقة الجنسية أكثر قليلا من السيدات اللواتي مضى على زواجهن أكثر من ثلاث سنوات. (بما أن عينتنا قد تحددت بعدد محدود من الحلات، لذا نحن بحاجة إلى دراسة تؤكد هذه الإشارات التناقصية البسيطة في الرغبة الجنسية بين الشريكين)

ثم عامل الإنجاب، فالإنجاب يعزز تقدير المرأة لذاتها الاجتماعية على أنها تمتلك رحما خصبا وولادا، ويعزز تقدير الرجل لذاته على أن ذكوريته غير منتقصة، من خلال قدرته على إخصاب أنثاه، ووجود الأولاد في المنزل هو عنوان تماسك الأسرة والمحافظة على بقائها، لذلك يمكن التأكيد على أن الأزواج الذين لديهم أولاد هم أكثر سعادة بقليل من الأسر بدون أولاد، ويساهم الإنجاب (حسب الأزواج) في تعزيز تقدير الحياة الزوجية، لأنه يعزز الروابط العاطفية والعائلية ويجعلهم يشعرون بالمسؤولية والاهتمام ببعضهما البعض وبطفلهما، ويجعلهم  يعملون معًا كفريق واحد لتربية الطفل والاهتمام به. كما أن الإنجاب يوحد الأسرة ويجعل الأطفال يعطون معنى أكبر لحياة الزوجين، ويساعد في بناء ذكريات جميلة ومتعة فيما بينهم.

عوامل أخرى للسعادة الزوجية، وهذه العوامل تحمل نسب قليلة، ولكنها مهمة في دينامية الحياة الزوجية، فالبعض من أفراد العينة يرى أن للمشاكل الزوجية اليومية وطرق التعامل معها تأثير كبير على مستوى السعادة الزوجية، خصوصا إذا ظلت تتكرر وتعالج بنفس الطريقة.

إن تحليل المضمون لإجابات الأزواج يؤكد على أن مفهوم السعادة الزوجية هو مفهوم نسبي يتداخل به الخاص من المشاعر والحاجات، مع ما هو متعارف عليه في مجتمع الدراسة.

العديد من الدراسات حاولت تحديد ماهية السعادة في نظر الأزواج، مثل دراسة (bradbury et karney, 2015) حيث تم دراسة عينة من 405 زوج لمدة 4 سنوات، وتبين أن الثقة بالشريك والدعم الاجتماعي هما المحددات الرئيسية للسعادة، ودراسة (muise et desmarais, 2018) حيث تم دراسة 238 زوجًا لمدة 2 سنة، وتبين أن الاتصال الجنسي المرتبط بالمشاعر الإيجابية هو محدد رئيسي للسعادة الزوجية، ودراسة (kamp dush et all, 2020) حيث تم دراسة 1,043 زوجًا لمدة 10 سنوات، وتبين أن الاتصال الإيجابي والتفاعل بين الشريكين هو المحدد الرئيسي للسعادة الزوجية، ثم دراسة (holmberg et blair, 2021) حيث تم دراسة 194 زوجًا لمدة 6 أشهر، وتبين أن الاتصال الرومانسي والقدرة على التعبير عن العواطف هما المحددان الرئيسيان للسعادة.

دهل تؤثر تمثلاتهما للسعادة على طبيعة تواصلهما، ثم هل يؤثر تواصلهما الوجداني على سعادتهما؟

تمثل السعادة الزوجية هدفا رئيسا مهما لتحقيق الحياة الأسرية المستقرة، فالزواج الناجح لابد وأن يتوفر فيه عدد من الشروط المهمة؛ مثل أساليب المعاملـة الز وجيـة، والتي نستطيع النظر إليها على أنها نمط من التفاعل الثنائي الذي يشدد على الاتصال المتكرر بين طرفي العلاقة الثنائية. فالأزواج تنمو بينهم أنماط متجانسة من العلاقة التي تلح على أسلوب التعامل المباشـر وعلـى المظاهر اللفظية وغير اللفظية في الاتصال “كتعابير الوجه والجسم، ونبرة الصوت، ونظرة العين” لأن التواصل الجيد من العوامل المتدخلة في السعادة الزوجية، والتواصل الرديء من أهم عوامل سوء التوافق الزواجي.

تختلف تمثلات السعادة الزوجية من شخص لأخر، كما تختلف بين الزوج والزوجة، وبما أن السعادة نسبية لا مطلقة يشوبها في بعض الأحيان الكدر والغم، يرسمها الزوجان في بداية حياتهما طموحا مثاليا لحياة يسودها الوئام والطمأنينة والاناقة والسلام، لكن سرعان ما تتبخر هذه الأوهام عندما يصطدم الزوجان بأولى الاختبارات حسب تعبير أغلب الزوجات، في المقابل غالبا ما نجد الأزواج يحتفظون بتعبيرات إيجابية لمستوى سعادتهم الزوجية التي لا تتأثر بالضغوط الخارجية للحياة، هذا ما يجعل تواصلهم مع زوجاتهم يضل في نفس المستوى، على عكس الزوجات اللاتي ينظرن الى الموضوع بأهمية كبيرة، مما ينعكس على تواصلهم داخل إطار العلاقة الزوجية إما إيجابا او سلبيا.

يتضمن التواصل الوجداني جانبا من العاطفة والفهم يوفرهما شريك الحياة اتجاه الاخر سواء أكان ذلك بشكل لفظي أو غير لفظي بما في ذلك من إحساس بالمشاعر والرعاية من جانب شريك الحياة، والاحساس بالإدراك الوجداني من الشريك والحب هو من ركائز التواصل الوجداني تعكس مستوياته طبقة التواصل التي تجمع بين الزوجين.

الأزواج المتوافقون وجدانيا لا يتأثر تواصلهما ولا يعانيان من صعوبة فهم الرسائل الانفعالية المتبادلة، بينما الازواج غير المتوافقون يفسرون رسائلهم بطريقة سلبية وأحيانا ما يظهران نوعا من عدم التوافق في العلاقة الزوجية، بينما المشاركة الانفعالية بينهما تسمح لهما بالتنفيس عن مشاعرهما السلبية.

بشكل عام يمكن القول بأن تصورات الأزواج للسعادة تؤثر على طبيعة تواصلهما بشكل كبير، وهذا ما تؤكده مجموعة من الدراسات، كدراسة (McNulty, et protogeron. 2014) وقد استخدم الباحثون عينات من الأزواج المتزوجين والمشاركين في برنامج استشاري لتحسين العلاقات الزوجية، ووجدوا أن الأزواج الذين يصفون أنفسهم بأنهم سعداء في العلاقة يتفانون في الاهتمام بشريكهم، وهذا يؤدي إلى تحسين العلاقة بشكل عام. ثم دراسة (carton et trenz, 2017) وقد قام الباحثون بإجراء دراسة طويلة المدى على مدى 3 سنوات، ووجدوا أن الأزواج الذين يتوقعون أن يكونوا سعداء في العلاقة في المستقبل يتفانون في الاهتمام بشريكهم، ويقومون بزيادة مشاركتهم في الأنشطة الرومانسية والحميمة، مما يؤدي إلى تحسين جودة العلاقة بشكل عام.

ويؤثر التواصل الوجداني بين الأزواج بشكل كبير على سعادتهما، فالتواصل الوجداني يعني التحدث بصراحة وصدق عن الأفكار والمشاعر والاحتياجات الشخصية بين الشريكين، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تحسين الثقة والتواصل بينهما وتقوية العلاقة الزوجية، وهذا ما تؤكده مجموعة من الدراسات نذكر أهمها. دراسة (holt-lunst et all, 2008) وأظهرت أن التواصل الوجداني بين الأزواج يلعب دورًا مهمًا في رفاهيتهما النفسية والسعادة في الحياة الزوجية. وقد شملت الدراسة 43 زوجًا وتم تقييم مستوى سعادتهما ومدى التواصل الوجداني بينهما، ووجد الباحثون أن الأزواج الذين يتبادلون المشاعر الإيجابية ويبدون الدعم والتفهم لبعضهما البعض، يكونون أكثر سعادة ورضاً عن حياتهما الزوجية. ثم دراسة (bodenmann et all, 2007) وتم إجراؤها على 380 زوجًا وتم تقييم مدى التواصل الوجداني بينهما ومدى رضاهما عن حياتهما الزوجية، ووجد الباحثون أن التواصل الوجداني المتزايد بين الزوجين يرتبط بزيادة مستوى الرضا بالحياة الزوجية، وعلى العكس من ذلك، يرتبط التواصل الوجداني الضعيف بنقصان مستوى الرضا الزوجي.

3.خاتمة وتوصيات

من خلال هذه الدراسة يظهر أن هناك وعيًا ضعيفًا بأهمية التواصل الوجداني بين الأزواج المغاربة، قد يؤدي هذا الوعي الضعيف إلى إهمال التواصل الوجداني وعدم الاهتمام به كما يجب، مما يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية ومدى سعادة الأزواج، وإهمال التواصل الوجداني وعدم الاهتمام به كما يجب يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية. فعدم قدرة الأزواج على التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم العاطفية يمكن أن يؤدي إلى عدم فهم بعضهم البعض بشكل صحيح وتراكم الغضب والاحتقان. الأمر الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تدهور العلاقة وانخفاض مستوى السعادة الزوجية.

كما تختلف محددات السعادة الزوجية بين الجنسين، فعلى الرغم من أن الرغبة في التحقيق السعادة الزوجية مشتركة بين الجنسين، إلا أن هناك اختلافات في محدداتها بين الرجال والنساء. تعتبر هذه الاختلافات نتيجة للعديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تؤثر على تجربة الزوجين في الحياة الزوجية.

وفي ضوء هذه النتائج يمكن تقديم توصيات تعزز فهمنا للموضوع وتوفر اقتراحات عملية للبحوث المستقبلية وتحسين العلاقات الزوجية والأسرية.

-يجب التركيز والاهتمام بمثل هذه المواضيع، نظرًا لأهميتها الكبيرة في مجال الإرشاد النفسي والأسري. ففهم الديناميكيات العاطفية والاجتماعية بين الأزواج يمكن أن يساهم في تحسين العلاقات الزوجية والأسرية بشكل عام.

-يجب إجراء دراسات أخرى تستخدم نفس المتغيرات المستخدمة في هذه الدراسة، وذلك على عينات أكبر من مناطق مختلفة. بحيث يساعد في تعزيز قوة النتائج وتعميمها على مجتمعات أكبر.

-يجب دراسة تأثير المتغيرات الديموغرافية الأخرى، مثل المستوى الاقتصادي وطبيعة السكن، على المتغيرين المدروسين. لأن ذلك يمكن أن يوفر رؤى أعمق حول العلاقة بين هذه العوامل والمتغيرات المرتبطة بها.

-يمكن تصميم برامج تدريبية مختلفة لتعليم مهارات التواصل بين الزوجين. فالتواصل الفعال يعتبر أساسًا هامًا لبناء علاقات صحية ومستدامة، ويمكن أن يسهم في تحقيق سعادة الأزواج واستقرار الأسرة.

-توسيع نطاق الدراسة لاستكشاف تأثير عوامل أخرى على العلاقات الزوجية والأسرية، مثل التوتر العملي والتوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية. يمكن أن تساعد هذه الدراسات في فهم أكثر شمولية للعوامل التي تؤثر على الحياة الزوجية والأسرية.

-استكشاف تأثير التواصل الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية والأسرية. بحيث تعتبر وسائل التواصل الحديثة جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، وقد تؤثر على الديناميكيات العاطفية والتواصل بين الأزواج وأفراد الأسرة.

قائمة المراجع:

  1. Amato, P. R., & Previti, D. (2005). People’s reasons for divorcing: Gender, social class, the life course, and adjustment. Journal of Family Issues, 26(2), 175-206.
  2. Batson, C.D. Shaw, L.L. & Oleson, K.C. (1992): Differentiating affect, mood, and emotion: Toward functionally based conceptual distinctions. In M.S. Clark (Ed.), Review of personality and social psychology (Vol. 13, pp. 294-326). Newbury Park, CA:
  3. Bisson, M. A., & Wang, H. (2021). The associations between emotional communication, life satisfaction, and happiness among couples. Journal of Marriage and Family, 83(1), 235–251.
  4. Bodenmann, G., Ledermann, T., & Bradbury, T. N. (2007). Stress, sex, and satisfaction in marriage. Personal Relationships, 14(4), 551-569.
  5. Bradbury, T. N., & Karney, B. R. (2015). Intimate relationships. In Handbook of social psychology (pp. 585-622). Wiley.
  6. Carton, S., & Trenz, H. (2017). The motivational power of the anticipated positive evaluation of the relationship partner. Social Psychological and Personality Science, 8(5), 562-570.
  7. Choi, Y., Kim, Y., & Yoo, J. (2018). Emotional communication and relationship satisfaction: Mediating effects of perceived partner responsiveness and empathy. Journal of Social and Personal Relationships, 35(2), 193-213.
  8. Christensen, A., Atkins, D. C., Berns, S., Wheeler, J., Baucom, D. H., & Simpson, L. E. (2006). Traditional versus integrative behavioral couple therapy for significantly and chronically distressed married couples. Journal of Marriage and Family, 68(1), 4-17
  9. Doss, B. D., Cicila, L. N., Hsueh, A. C., & Morrison, K. R. (2013). A meta-analysis of the effectiveness of couple therapy. Communication Monographs, 80(4), 480-512.
  10. Doss, B. D., Cicila, L. N., Hsueh, A. C., Morrison, K. R., & Carhart, K. (2014). A randomized controlled trial of the web-based OurRelationship program: Effects on relationship and individual functioning. Journal of Marital and Family Therapy, 40(3), 319-342.
  11. Doss, B. D., Thum, Y. M., Sevier, M., Atkins, D. C., & Christensen, A. (2019). Improving relationships: Mechanisms of change in couple therapy. Journal of Marital and Family Therapy, 45(1), 5-19.
  12. Floyd, F. J., & Riforgiate, S. E. (2009). The long-term effects of communicative flexibility and flexibility on intimacy and satisfaction in marital relationships
  13. Ford, M. B., & Collins, N. L. (2019). The effect of emotional communication on marital satisfaction: A dyadic approach. Journal of Family Psychology, 33(2), 183–194.
  14. Gable, S. L., Reis, H. T., Impett, E. A., & Asher, E. R. (2004). What do you do when things go right? The intrapersonal and interpersonal benefits of sharing positive events. Journal of Personality and Social Psychology, 87(2), 228-245).
  15. Gavriel-Fried, B., & Ben-Ari, A. (2017). Emotional expressiveness and couple relationship quality: The mediating role of emotional communication skills. Journal of Marital and Family Therapy, 43(4), 734-747.
  16. Graham, S. M., & Smith, L. (2015). Negative emotional expression in couples: A dyadic investigation of the role of partner response. Personal Relationships, 22(1), 1-17).
  17. Guerrero, L. K., & Afifi, W. A. (2010). When affectionate communication offsets partner ideological differences: Exploring the possibility of engaging in affectionate communication as a civility strategy. Communication Monographs, 77(2), 269-290).
  18. Holmberg, D., & Blair, K. L. (2021). Romantic communication and emotional expressiveness predict relationship satisfaction for gay and lesbian couples. Journal of Happiness Studies, 22(3), 1173-1188.
  19. Holt-Lunstad, J., Birmingham, W., & Jones, B. Q. (2008). Is there something unique about marriage? The relative impact of marital status, relationship quality, and network social support on ambulatory blood pressure and mental health. Annals of Behavioral Medicine, 35(2), 239-244.
  20. Johnson, M. D., & Roloff, M. E. (2002). Intrapersonal and interpersonal effects of communication on marital satisfaction: A review and critique of empirical literature. Journal of Marriage and Family, 64(4), 771-784.
  21. Kamp Dush, C. M., Taylor, M. G., & Kroeger, R. A. (2020). The dynamic duo of couple communication and relationship satisfaction: A ten-year longitudinal study. Journal of Marriage and Family, 82(2), 469-483.
  22. Kim, S. Y., & Jang, S. H. (2019). Emotional communication and quality of life in married couples : The mediating effect of marital satisfaction. Family Relations, 68(5), 545–559.
  23. McNulty, J. K., & Protogerou, C. (2014). Satisfaction, commitment, and the proactive behaviors of marriage partners. Journal of Family Psychology, 28(5), 678-687.
  24. Muise, A., Impett, E. A., & Desmarais, S. (2018). Getting it on versus getting along: The role of romantic and sexual activities in marital satisfaction across the transition to parenthood. Social Psychological and Personality Science, 9(3), 286-295.
  25. Ogolsky, B. G., Monk, J. K., Rice, T. M., Petersen, J., & Drewry, J. (2016). The effects of positive and negative communication in marriage. Personal Relationships, 23(4), 665–680.
  26. Randall, A. K., & Bodenmann, G. (2017). The role of stress on close relationships and marital satisfaction. Journal of Family Psychology, 31(8), 981-991.
  27. Seligman, M. (2002). Authentic happiness. New York: Free
  28. أبو أسعد، أحمد عبداللطيف. (2008): الإرشاد الزواجي والأسري، ط1، مجلة دار الشروق  للنشر والتوزيع، عمان.
  29. حمداوي، جميل. (2006): مفهوم التواصل؛ النماذج والمنظورات، منشور على الموقع الالكتروني http://www.arabicnad.wah.com
  30. فاروق السيد عثمان. ورزق، محمد عبد السميع. (2001): الذكاء الانفعالي؛ مفهومه وقياسه. مجلة علم النفس. ع 58.
  31. ناصر، عائشة أحمد. (2009): التواصل والمحبة وتقدير الذات في العلاقة الزوجية: التوافق بين لغة القلب والعقل والوجدان. دمشق. مؤسسة الرسالة.

 

المقال منشور ضمن عدد المجلة الدولية للدراسات التربوية والنفسية

رابط المجلة والعدد

المجلة الدولية للدراسات التربوية والنفسية : العدد الثاني والعشرون أيلول – سبتمبر 2023

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: