تقديرات حول نسب انتشار صعوبات التعلم …
تختلف نتائج الدراسات وتقديرات الخبراء لنسبة شيوع حالات صعوبات التعلم بين التلاميذ . ومن اكثر الاسباب التي تسبب مثل هذا الاختلاف هو درجة الغموض التي لازالت تكتنف مفهوم صعوبات التعلم من جهة وبعض التأثيرات الاجتماعية من جهة اخرى. فعلى سبيل المثال يفضل اولياء الامور ان يصنف ابنائهم على انهم من ذوي صعوبات التعلم على ان يصنفوا معاقين عقليا وفي بعض الحالات تنجح جهود الوالدين في هذا الخصوص ، بحكم التشابه العام في الخصائص العامة لكلتا الفئتين .
تتراوح نتائج الدراسات والتقديرات لنسبة شيوع الاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم خاصة في الولايات المتحدة الامريكية ما بين 1% و30% ان التباين الكبير في التقديرات متوقع كما اشرنا ، الا ان مدى الفروق في تلك التقديرات كبير جدا مما يجعل من الصعب على الباحث والمخطط ان يصل إلى قرار في هذا الخصوص.
بالإضافة إلى ما سبق فناك تسارع كبير في نمو هذه الفئه مقارنة مع فئات التربية الخاصة الأخرى، حيث بلغت نسبة الزيادة في فئة صعوبات التعلم 34% خلال عشر سنوات، والمشكلة في هذه الزيادة تكمن في الأعباء المادية المترتبة على ذلك. فكما هو معروف فإن تكلفة تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هي أعلى بكثير من تكلفة تعليم الأطفال العاديين. أما المشكلة الثانية في هذا النمو المتسارع لفئة صعوبات التعلم فتتعلق بمدى مصداقية إجراءات التعرف والتشخيص، إذ يرى بعض المختصين بأن فئة صعوبات التعلم قد أصبحت كالشماعة التي تعلق عليها كل أصناف المشكلات الأكاديمية.
تشير الدراسات التي بحثت في نسبة انتشار صعوبات التعلم بين الجنسين أن الذكور الذين يعانون من صعوبات في التعلم يفوق عدد الإناث بما يقارب الثلاثة أضعاف، وقد عزى بعض الباحثين المعدلات المرتفعة لدى الذكور إلى العوامل البيولوجية، في حين يرى البعض الأخر بأن التحيز في الإحالة هو السبب الرئيسي لارتفاع نسبة صعوبات التعلم لدى الذكور.
وأسباب هذا الاختلاف ليست له علاقة بالقدرات العقلية وإنما يعود إلى العوامل التي أدت إلى ارتفاع النسبة لدى الذكور أكثر من الإناث كالعوامل الطبية, فزيادة وزن الذكر في الولادة أكثر من الإناث يجعله عرضة لعسر في الولادة, أضف إلى ذلك: طبيعة النشاط لدى الذكر فهي عنيفة أكثر من الإناث وتكرار الإصابات قد يؤدي إلى خلل, وقد يكون للهرمون الذكري علاقة بذلك وثمة عوامل متصلة بالنضج لأن الإناث تنضج قبل الذكور, وكذلك عوامل اجتماعية وجميع هذه العوامل تزيد من صعوبة التعلم لدى الذكور أكثر من الإناث.
ويعلل هؤلاء ذلك بالقول أن صعوبات التعلم لدى الذكور تتوافق في الغالب مع مشكلات أخرى قد تسبب الإزعاج لمعلميهم ( كالنشاط الزائد ) أكثر من الإناث مما يزيد من إحتمالية إحالتهم لبرامج التربية الخاصة.
ويرى الباحثون بأن ارتفاع وتزايد نسبة انتشار صعوبات التعلم لدى الذكور ليست مستغربة حيث أن العديد من فئات التربية الخاصة الأخرى تسجل ارتفاعاً ملحوظا في أعداد الذكور. وخاصة إذا أخذنا في عين الإعتبار تلك الحالات التي يصعب القول بأنها ناتجه عن تحيز في الإحالة والتشخيص. كالإعاقة السمعية ( 53% ذكور ) والإعاقة الجسمية ( 54% ذكور ) والإعاقة البصرية (56% ذكور )
لا شك بان معرفة الأرقام الخاصة بانتشار صعوبات التعلم خير ما يساعد على تخطيط البرامج التربوية وتمويلها, غير أن تحديد نسبة حدوث أو انتشار هذه الصعوبات محفوف بمخاطر تتعلق بالمفهوم والمحاكات والأساليب والأداة المستخدمة في التشخيص.
ويشير تقرير عن تلاميذ المدرسة الابتدائية الأمريكية أن تلميذا ً واحداً بين كل سبعة تلاميذ يحتاج إلى خدمات خاصة لعلاج صعوبات التعلم لديه، كما بلغت نسب انتشار صعوبات التعلم في السعودية مثلا في عامً (1989) 22.7% بالنسبة لصعوبات الانتباه والفهم والذاكرة , و 20.6% بالنسبة لصعوبات القراءة والكتابة والتهجي , وفي الإمارات العربية المتحدة في عام (1991) وصلت النسبة 13.7% في إحدى الدراسات على المرحلة الابتدائية منه 15.14% ذكور و 11.8% إناث.
ومن المعلوم أن نسبة انتشار صعوبات التعلم تكون عادة أعلى إذا كان المحك المستخدم فضفاضا واستوعب الطلبة ذوى صعوبات التعلم البسيطة الذين قد لا يحتاجون خدمات خاصة , بينما تنخفض هذه النسبة إذا اقتصر المحك على الطلبة ذوى صعوبات التعلم المتوسطة والحادة فقط , وتميل هذه النسبة كذلك إلى الاختلاف زيادة أو نقصا وفقا ً للجنسين باعتبار أن الصعوبات التعليمية بين الذكور تكشف أكثر مما تكشف لدى الإناث وقد تصل النسبة إلى ثلاث أو أربعة أمثال ما هي عليه بينهن , ثم إن النسب تتفاوت إذا كانت الدراسة تقتصر على مرحلة دراسية معينه , أو كانت تتناول مختلف المراحل الدراسية , فالنسبة تتزايد إذا جرت الدراسة على المرحلة الابتدائية وما دونها بسبب وجود أطفال عاديين أو ذوى صعوبات في المؤسسات التربوية حيث لم يتسربون بعد من الدراسة , أما إذا اشتملت الدراسة مختلف المراحل فإن النسبة تقل نظرا ً لإمكان تسرب عدد كبير من المدرسة بسبب عدم مقدرتهم على مواجهة متطلبات الدراسة العادية كلما ارتقوا في السلم التعليم.
ونجد أن نسبة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ترتفع بشكل عام ومنها صعوبات التعلم كلما انتشرت الحروب وازداد تدني المستوى المعيشي وانتشر المرض. وقد وصل عدد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى 150 مليون طفلا في العالم. أي نسبتهم إلى العاديين هي 10-12%. وهذه النسبة في ارتفاع بدل أن تتناقص مع تطور العلم. لكن الأطماع الاقتصادية والاستيلاء على ثروات الشعوب وتفشي الفساد في الاستيلاء على مصادر الثروات في العالم ليسيطر عليها قلة من الأفراد ويحرم من عائداتها الأعداد الكبيرة فيسود الفقر ونقص الغذاء والدواء ويزداد عد هؤلاء الأطفال بالإضافة إلى الحروب التي تشمل الأطفال والمناطق الآهلة بالسكان المدنيين وتعرضهم لأضرار الحروب. جميع هذه الأسباب أدت إلى ازدياد وتزايد أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل كبير وسريع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اتمنى اعطاء مصادر المعلومات حول صعوبات التعلم …لكم جزيل الشكر